زائر بﻻ موعد
**********((((((((((((((((((*********
ذهبت لزيارتها وأنا كلي خجل ،تأخرت كثيرا فظروف حياتي منعتني من الذهاب لرؤية أعز صديقاتي خاصة بعد مرورها بتلك الظروف اﻷليمة ،كنا أعز صديقتين تعلمت منها الكثير الطهو. التطريز ولكني كنت تلميذة بليدة، كنا نتبادل الكتب والقصص ،كانت تحب رياضة المشي كم سرنا معا على شاطئ البحر فﻻ تمل وﻻ تتعب أما أنا فأشتكي دائما من كثرة التعب وأقول لها آخر مرة أخرج معك ولكني اعود واعدل عن رأيي ﻷنني لم أجد صديقة مرحة تعشق الحياة مثلها
كل تلك الذكريات تذكرتها وأنا فى طريقي حتى وصلت للباب وقفت التقط أنفاسي فهى تقطن بالدور السادس والمنزل بدون (اسانسير)فتح لى زوجها الباب وعلى وجهه خط الزمن خطوط الكبر وتجاعيد اﻷيام ونسخ الحزن قصيدة بحروف من اﻷﻵم ،سلمت عليه وسألته عنها فقال الحمد لله وأشار إلى غرفتها ﻷدخل عليها فإذا بى أراها طريحة الفراش سلمت على وارتمت على صدري بكت فبكيت لحالها فنزعت الغطاء عن ساقيها ﻷرى ساقها المبتورة حتى" الركبة"وقالت هل تصدقي أن يأتي اليوم وأظل طريحة الفراش بدون حراك كم سارت تلك الساق على الشاطئ؟كم جريت بها ونحن نلهو واﻵن أنا قعيدة بدون حراك، نظرت إلى جوارها فرأيت جهاز لساق صناعية فقلت لها لماذا ﻻ تستخدميه وتقفي سيظل اﻷمل داخل اﻹنسان طالما يتنفس ويحيا فأشارت إلى القدم اﻷخرى وقالت كيف أقف عليها وأصابعها مبتورة فﻻ استطيع التحكم بها لم استطع التماسك فانهرت باكية وحينها قالت كلمة لن انساها ما حييت (هذا الفراش أصبح قبرى وسأظل به لحين موتى) دخل ولداها سلمت عليهما وفى عين كل منهما نظرة حزن وألم مسح احداهما دموعها وأخذ اﻵخر كوب ماء وبدأ يسقيها ثم دخل اﻷب يحمل فنجانا من الشاى وقدمه لى ونظرات الحزن تعتريه وبدأ يواسى زوجته ويقول لها ﻻ تخشي شيئا وأنا على قيد الحياة سأظل أخدمك طوال عمري وسنربي الولدين ونفرح بنجاحهما ..استأذنت بالرحيل ﻻنني لم استطع البقاء طويﻻ وأنا أرى صديقتي تسكن قبرها حية .دعوت لها بالصبر وطلبت منها أن تصلي فى مكانها خاصة وانا أرى المصحف بجوارها مشيت وقلبي يعتصر ألما عدت لمنزلى وأنا أحمد الله على نعمة الصحة ولساني ﻻ يصمت من الدعاء لها وفى الصباح وجدت رسالة على الهاتف مات الحاج محمد زوج صديقتي والجنازة عقب صﻻة الجمعة
سألت نفسي من الميت ومن الحي؟
دﻻل احمد الدﻻل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق