الأربعاء، 20 أبريل 2016

أَصْـدَاءُ شَـاكِـر ... وَقِـصَّـةٌ أُخْـرَى,,,,,,,الناقد المبدع /محمد دحروج

أَصْـدَاءُ شَـاكِـر ... وَقِـصَّـةٌ أُخْـرَى
(( مَلاَهِي الحُبِّ أَوْتَارُ بُؤْسٍ آلَـت فِي المَـسَـاءِ إِلَى رُفَـاتٍ !
وَمَا زِلْتَ تَبْدُو غَامِضَاً كَجَهْمِ الضَّبَابِ بَيْنَ يَقِينِ وَأَوْهَـامِ
السَّرَابِ ! ))
وَلاَ تَزَالُ هَـذِهِ التَّعْلِيقَةُ الشَّامِيَّةُ عَـالِقَةً بِخَاطِرِي إِذ جَمَعَـت أَطْـرَافَ الأَمْرِ
مِنْ بَدْءٍ وَإِلَى المُنْتَهَى؛فَمِنْ مَلاَهِي الحُبِّ؛إِلَى الغَدْرَةِ وَأَوْتَارِ البُؤْسِ؛وَمَا زَالَ بُؤْسُ التَّارِيخِ
الَّذِي امْتَدَّ عَلَى خَارِطَةِ عَامٍ وَاحِدٍ؛وَلَكِنَّهُ فِي حَوَادِثِ أَيَّامِهِ وَأَشْهُرِهِ وَمَا كَانَ وَمَا صَارَ إِلَيْهِ
الأَمْرُ كَأَنَّهُ التَّارِيخُ الطَّوِيلُ وَالعُمْرُ المُمْتَدُّ الَّذِي لاَ أُشَبِّهُهُ فِي مَزْحِهِ وَجِدِّهِ وَفِي هُدُوئِهِ وَهَوَجِهِ
وَفِي عَقْلِهِ وَنَزَقِهِ وَفِي صَمْتِهِ وَصَخِبِهِ وَفِي إِيمَانِهِ وَكُفْرِهِ إِلاَّ بِرِوَايَةٍ كَتَبَهَا شَاعِرٌ عَبْقَرِيٌّ
بَدَأَت بِمَشْهَدِ فَتَىً عَاقِلٍ مُدَلَّلٍ يَتَجَوَّلُ فِي أَرْجَاءِ قَصْرِهِ الأُسْطُورِيِّ وَيَجْلِسُ فِي قَلْبِ لَيْلِ
الخَرِيفِ الحَالِمِ يَهْمِسُ إِلَى القَمَرِ وَيُحَادِثُ نُجُومَ السَّمَاءِ؛ثـُمَّ انْتَهَت بِمَشْهَدٍ بَيْنَ قُـبُورٍ
نَائِيَةٍ بَاكِيَةٍ حَزِينَةٍ يَجْلِسُ فِي أَطْرَافِهَا شَبَحٌ ضَامِرُ الجَسَدِ قَـد خَالَطَهُ الشِّيبُ فَهُوَ
هَيْكَلٌ مُنْكَرٌ مَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ لِلْوَهْلَةِ الأُولَى؛فَإِذا مَا اقْتَرَبْتَ مِنْهُ تَتَأَمَّلُهُ؛ فَإِذا هُـوَ
هُـوَ؛وَلَكِـنَّهَا خُـطُـوبُ الـدَّهْـرِ قَـد عَمِلَت عَمَلَهَا فِي ذلِكَ الفَتَى المُدَلَّلِ
الحَالِمِ؛وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ وَقْفَةِ القَصْرِ وَانْحِنَاءَةِ القَبْرِ !
وَمِن عَادَةِ الأَيَّامِ أَنَّ صُرُوفَهَا إِذا سَـرَّ مِنْهَا جَانِبٌ سَـاءَ جَانِبُ
وَأَعُودُ مُتَأَمِّلاً كَلِمَةَ الصَّبِيَّةِ الدَّمَشْقِيَّةِ:
(( وَمَا زِلْتَ تَبْدُو غَامِضَاً كَجَهْمِ الضَّبَابِ بَيْنَ يَقِينِ وَأَوْهَـامِ السَّرَابِ ))
وَهَا أَنَا أَشْـرَعُ فِي ذِكْـرِ القِصَّةِ الطَّوِيلَةِ الغَرِيبَةِ المُتَنَاقِضَةِ فِي نَفْسِهَا وَأَصْلِ
أَمْرِهَا وَالرَّافِضَةِ لِعَوَالِمِهَا وَالمُقْبِلَةِ عَلَيْهَا فِي آنٍ؛هَذِهِ القِصَّةُ الَّتِي حَوَّلَتْهُ إِلَى شَبَحٍ
غَامِضٍ كَجَهْمِ الضَّبَابِ يَحْيَا بَيْنَ يَقِينِ السَّرَابِ وَوَهْمِهِ !
لَمَّا كَانَت الدُّنْيَا هِىَ الدُّنْيَا الَّتِي عَنَاهَا الشَّاعِرُ العَرَبِيُّ بِقَوْلِهِ:
وَمَنْ صَحِبِ الدُّنْيَا عَلَى جَوْرِ حُكْمِهَا فَأَيَّامُهُ مَحْفُـوفَةٌ بِالمَـصَـائِبِ
فقَـد جَاءَت قِصَّةٌ جَـدِيدَةٌ تَحْـتَ قَـيْظِ هَـذِهِ الشَّمْسِ وَوَسْـطَ صَقِيعِ هَذا اللَّيْلِ
لِتَدُلَّ عَلَى أَنَّ الدُّنْيَا دُنْيَا وَأَنَّهُ مَا مِنْ خُطْوَةٍ إِلاَّ وَهِىَ تُثـْبِتُ الحُجَّةَ وَتُقِيمُهَا لِيَظَلَّ
قَانُونُ الأَرْضِ الَّذِي أَرَادَتْهُ السَّمَاءُ هُوَ الرَّاسِخُ الضَّارِبُ بِجُذورِهِ فِي أَرْضِ الثوَابِتِ
وَالمُسَلَّمَاتِ الكَوْنِيَّةِ؛إِنَّهُ قَانُونُ الوُجُودِ الكَائِنِ فَوْقَ هَذِهِ البَسِيطَةِ؛ وَالَّذِي يَصْرُخُ
فِي أَرْجَاءِ هَذا العَالَمِ صَبَحَاءَ مَسَاءَ:إِنَّ الدُّنْيَا دَنِيَّةٌ وَإِنَّ الأَرْضَ ضَيْرٌ وَإِنَّ الحَيَاةَ
حَيْرَةٌ؛وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ القَانُونَ يَتَبَدَّلُ مَعَ قَدَرِهِ فَقَـد ظَنَّ المَحَالَ وَتَوَهَّمَ مَا لاَ يَكُونُ
أَبَدَاً؛وَمَا هِىَ إِلاَّ غَفْلَةٌ تَعْقُبُهَا صَحْوَةٌ فَإِذا الأَمَلُ المَظْنُونُ قَـد تَجَلَّى أَمْرُهُ عُقَيْبَ
الحَوَادِثِ فَإِذا هُوَ النَّامُوسُ الَّذِي ظَنَّهُ الغِرُّ يَتَحَوَّلُ إِلَى نَقِيضِ تَصَرُّفِهِ فِي الخَلاَئِقِ
كَمَا ظَنَّ الكَثِيرُونَ عَلَى أَرْضِ هَذِهِ الفَانِيَةِ فَعَادَ بِهِم القَدَرُ إِلَى الإِيمَانِ بِالقَاعِدَةِ وَالوُقُوفِ
طَوِيلاً فِي خُشُوعِ المُنْكَسِرِينَ أَمَامَ ذِكْرَى سَمَادِيرِ أَحْلاَمِهِم الَّتِي سَخَّرَتْهُم حَتَّى سَخِرَت
مِنْهُم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق