السبت، 5 مايو 2018

جزء من رواية السطور التى مسها الجن :::::: للروائي محمد دحروط

آهٍ لو كان الأمرُ بيدِي !

   في عام 1996 .. وَأنا في السَّادِسَةِ وَالثَّلاثِينَ مِن عُمُرِي يُومَذَاك ، وَكَانت هِيَ في الثَّلاثِينَ مِنَ العُمُرِ ، هُنَاكَ بِالقَاهِرَةِ  الْتَقَيتُهَا ، كَانت مِلْءَ السَّمعِ  وَالبَصَرِ ، وَكُنتُ أنا  أنا ، وَقَامَ بَينَنَا  مَا شَهِدَتهُ  الأيامُ يَومَئِذٍ ، وَمَا رَأيتُهَا سِوَى دُنيَا هِيَ كُلُّ الدُّنيَا ، وَلا أُحِبُّ أن أُحدِّثكَ عَن هَذِهِ الْمَرأةِ  الَّتِي دَلَّت تَجرِبتِي مَعَهَا  عَلَى أنِّي  وُلِدتُ مَعَهَا إِذ رَأيتُهَا ، وَلا أُحِبُّ أن أمُوتَ إِلاَّ وَأنا بَينَ يَدَيهَا ، لا أُحِبُّ أن أُحَدِّثكَ عَن هَذِهِ المَرأةِ ؛ لأننِي لا أُحِبُّ أن أتهَالَكَ في وَصْفِ حَبِيبَتِي ، فَهِيَ قَمِينَةٌ بِكُلِّ وَصْفٍ حَسَنٍ ، وَمَا بِدَاخِلِي مِن شُعُورٍ جَدِيرٌ بِالتَّدبِيجِ وَبِوَضعِهِ هَا هُنَا .
   لا أُحِبُّ إِلاَّ أن أظَلَّ سَائِرًا مَعَ هَذَا الحُبِّ الَّذِي عَلِقَ بِفُؤادِي فَمَا يُفَارِقُهُ لِسِرٍّ لَستُ أعلَمُهُ ، رُبمَّا يَسكُنُ بِعَينَيهَا ، فَفِيهِمَا شَيْءٍ غَرِيبٌ يَشُدُّنِي وَإِن كُنتُ أجهَلُهُ ، وَرُبمَّا في بَسمَتِهَا الحَزِينَةِ الرَّائِعَةِ الحُزنِ الَّتِي مَا تُطِلُّ إِلاَّ وَأجِدُ رَاحَةً بِعَقلِي وَشُعُورِي إِذ رَاحَتِي في ابتِسَامَتِهَا وَإِن تُوِّجَتْ بِتَاجِ حُزنهَِا المُقَدَّسِ ، وَرُبمَّا في رُوحِهَا الَّتِي تَقِفُ خَلْفَ ذَاتٍ حِسيَّةٍ جمَيلَةٍ بَدِيعَةٍ للهِ هِيَ ، أو لَعَلَّ السِّرَّ إِنمَّا هُوَ في وَلَعِهَا بِكُتُبِي وَمَا أُسَطِّرُ وَهِيَ شَاعِرَةٌ كَالدُّرَّةِ في قَلْبِ بَيدَاءِ الدَّعوَى الَّتِي تَقتَاتُ بهَِا نِسَاءُ عَهدِنَا فَمَا أفرَحُ بِإِعجَابهِا بِأدَبِي إِلاَّ مِن جِهَةِ وُقُوفِي عَلَى حَقِيقَةِ قَدرِهَا بَينَ أهلِ اليرَاعِ عَامَّةً وَالشَّاعِرَاتِ وَالنَّاثِرَاتِ خَاصَّةً ... رُبمَّا وَرُبمَّا وَرُبمَّا ؛ وَفي نهِايةِ الأمرِ لَن تَجِدَ فَوقَ هَذِهِ الأرضِ أعظَمَ مِن حَالَةِ حُبٍّ انتَقَت فَاستَقَت فَارتَقَت .

***** 

   آهٍ لَو كَانَ الأمرُ بِيَدِي ! 
   لَو كَانَ الأمرُ بِيَدِي لَمَا تَأخَّرتُ عِشرِينَ سَنَةً ، لأجِيءَ عَامَ 2016 فَأبدَأُ قِصَّتِي مِن حَيثُ بَدَأت عُهُودُ الضَّياعِ النَّفسِيِّ تَغتَالُ أبنَاءَ هَذِهِ الأرضِ .
   آهٍ لَو كَانَ الأمرُ بِيَدِي !
   وَلَكِنَّهُ بِيَدِ الأقدَارِ ، وَالأقدَارُ يُصَرِّفُهَا مُقَدِّرُهَا . 
   وَلَقَد مَشَينَاهَا خُطَىً كُتِبَتْ عَلَينَا . 

من روايتي ( السطور التي مسّها الجن )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق