سُؤالٌ لا بُدَّ منه من أجل إثبات الرجولة التي يطبّل حولها الكثيرون :
لماذا تدمنون دفن الرؤوس في الرمال كـلما أردنا أن نواجه أنفسنا بمشكلاتنا الثقافيّة والأخلاقيّة ؟ ، لماذا يهرب الناس كـلما أحببنا أن ننادي بوضع المقصلة فوق رقبة من يريد وضع تُراب العار فوق رأس الكرامة الإنسانيّة للإبداع المصريّ ؟ ، لماذا تكتبون عن الحقّ وأنتم تدمنون قتله والتستُّر على الباطل ؟ ، لماذا نحبُّ ديمُومة الشكوى ونحن نملك العلاج ؟ ، لماذا نتكـلّم كثيرًا عن الواقع السياسيّ في مصر ونزعم الشجاعة بينما نحن جبناء حينما نتحدّث عن عُهر الممارسات التي يشهدها واقع الثقافة المصرية ؟
لماذا ؟ ، ولماذا ؟ ؛ أسئلة لا أنتظر جوابها من أحدٍ لأني أملك الحقيقة التي تقف مُتجهِّمة أمام واقعٍ كل أبنائه يزعمون النبوّة حتى بتنا نبحث عن هذا الذي سيلعب دور الشيطان فوق هذا المسرح المضحك !
السُّؤال الذي طرحه صديقٌ أديبٌ إلِـيّ في الصباح ثم طلب مني ألا أذكر اسمه عند تناول الموضوع إذا ما كتبت عنه هذا هو نصُّه :
( نشر أحدهم كلمة جاء بها أنّ شاعرة أرسلت إليه رسالة محصّلها : أنها كانت تتمنّى أن تحضر مؤتمرًا أدبيًّا كبيرًا ، فهاتفها أحد النقّاد الكبار ـــ على حدّ قولها ـــ وأخبرها أنه وضع اسمها بمهرجانٍ كبيرٍ سيحضره شاعرٌ بقامة أدونيس ، فطارت فرحًا ؛ غير أنه بعد قليلٍ اشترط عليها شرطًا واحدًا ، وهو أن تمارس معه العُهر فـوق الفراش ، فما كان منها إلا أن صُعِقَت ، ثم بصقت في وجهه ، ثم أغلقت الهاتف ) .
وسألني صديقي : أيحدث هـذا فِي مصر ؟
فعجبتُ من كلامه ، فإن هـذا يحدث فِي مصر ، وقيل لي إنه يحدث في
بوركينا فاسُو أيضًا ، غير أني أعلم حقيقة ما يدور بالوسط الثقافيّ المصري ،
وربما أُحيطُ علمًا بعد ذلك بملابسات ما يجري بين المثقفين بأدغال إفريقيا .
بكلّ حالٍ ؛ لقد وعدته أن أكتب في هذا الموضوع ، وأن أُطيل وأُطيل حتى أجعل القضيّة واضحة أمام الجميع قيامًا بحق أمانة العلم والقلم ، وسأسلك مسلك الجرأة في عهدٍ أصبحنا فيه نضاجع السُّكوت بينما نحن نرتدي ثوب الشجاعة الوقحة .
وهذه كلمة أردتُ أن أجعلها مفتاحًا لما سيكون منّي إذا ما ولجتُ إلَى قلب البيت الجميل من خارجه ، النتن من داخله ، والحديث مُتّصِل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق