السبت، 5 مايو 2018

مقدمة أبى فهر ::::::: للكاتب المبدع محمد دحروج

مُقدمة أبـي فـهــر

1
   وَهَـا أنـا أعُـودُ بَعـدَ انقِضَـاءِ عَـامٍ عَلَى رِحلَتِي مَعَ الْجُـزءِ الأوَّلِ مِن هَذا الكِتَابِ           (( لأنـِّي رَأيتُ هؤلاء ))،الَّذِي أُحَاولُ مِن خِلالِهِ أن أصنَعَ حَالَةً مِنَ الجَدَلِ النِّقاشِيِّ المَنهَجِيِّ بُغيَةَ تَقييمِ هَذِهِ الدِّرَاسَاتِ وَتِلكَ المَقَالاتِ الَّتِي تُحَاولُ الاقتِرَابَ مِن فِكرِ وَفَلسَفَةِ شَيخِ العَرَبيَّةِ في الأدَبِ وَالنَّقدِ وَالسِّياسَةِ وَالثقَافَةِ العَرَبيَّةِ بصُورَةٍ شُمُولِيَّةٍ عَامَّةٍ .
   بمِعرَضِ الكِتَابِ الأخِيرِ بالقَاهِرَة 2018 ، وَقَعَ بيَدِي كِـتَابٌ صَغِـيرُ الْحَجمِ إِلاَّ أنهُ 
يُثِيرُ انتِبَاهَ القَارِيءِ المُهتَمِّ بنِتَاجِ أبي فِهر، فَقَد كُتِبَ عَلَى وَاجِهَةِ غُلافِهِ :
مُقَدِّمَةٌ في نَشأةِ اللَّغَةِ وَالنَّحوِ وَالطَّبقَاتِ الأُولى مِنَ النُّحَاةِ 
 لِلأُستَاذ محَمُود محُمَّد شَاكِر 
قَرَأهُ وَعَلَّقَ عَلَيهِ
عَبدُ الحَمِيد محُمَّد العُمُرِي 
دَارُ البَشِيرِ لِلثقَافَةِ وَالعُلُومِ = القَاهِرَة

   أقُولُ كَانَ مِنَ المُقرَّرِ أن أكتُبَ كَلِمَةً عَن هَذا الكِتَابِ؛ غَيرَ أني فُوجِئتُ بهُجُومِ عِلَّةٍ شَدِيدَةِ الوَطأةِ أجبَرَتنِي عَلَى مُغَادَرَةِ القَاهِرَة وَالقُدُومِ إِلى الرِّيفِ لِمُدَاوَاةِ جَسَدٍ أرهَقَتهُ ثلاثُ سَنَوَاتٍ مِنَ الكِفَاحِ المُتَّصِلِ الَّذِي لَم يَخلُ مِن عَنَتٍ أصَابَ النَّفسَ وَالعَقلَ وَالجَسَدَ = فَلَمَّا استَقَرَّ بيَ المُقَامُ بالأرضِ الَّتِي أرَدتُ أخَذتُ أختَلِسُ الوَقتَ وَأسرِقُهُ لأقرَأَ الشَّيءَ بَعدَ الشَّيءِ ممَِّا اشتَمَلَت عَلَيهِ هَذِهِ الرِّسَالةُ اللَّطِيفَةُ،حتَّى إِذا مَا أتمَمتُ أمرَهَا وَقَـيَّدتُ رُءُوسَ المَسَائِلِ، وَجَلَستُ عَقِيبَ صَلاةِ فَجرِ الرَّابعِ مِن إِبرِيل 2018 لأبدَأ مَعَ المَقَالَةِ النَّقدِيـَّةِ؛ فَوجِئتُ بمَِا اغتَالَ صَفَاءَ السَّاعَةِ وَحَمَلَنِي عَلَى الجُلُوسِ لِخَوضِ عِرَاكٍ أدَارَهُ كَذبَةٌ فَجَرَةٌ، يُرِيدُونَ مِن خِلالِهِ أن يُلبِّسُوا عَلَى النَّاسِ في أمرِي بإِزَاءِ مَوَاقِفِي مِن شَيخِ العَرَبيَّةِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى ـ لِحَاجَةٍ في نُفُوسِهِم لا تَدُلُّ إِلاَّ عَلَى مَا أُشرِبَتهُ هَذِهِ النُّفُوسُ مِن إِجحَافٍ وَتَعَصُّبٍ وَوَضَاعَةٍ وَافتِرَاءٍ وَحَسَدٍ، وَوَقَفتُ أرُدُّ في بَدءِ الأمرِ بالمَنطِقِ الَّذِي يُجبرُ عَلَى التَّوَقُّفِ لِلنَّظَرِ في الأمرِ لَو كَانَت المُنَاقَشَةُ بَينِي وَبَينَ رِجَالٍ؛ غَيرَ أني صَادَفتُ خَنَازِيرَ الأرضِ وَذبابَ المَزَابلِ، فَوَقَعَ التَّلاسُنُ؛الَّذِي دَفَعَهُم إِلَيهِ مَا جُبلُوا عَلَيهِ مِنَ الخَطَلِ وَالسَّفَهِ، وَدَفَعَنِي إِلَيهِ مَا رَأيتُ مِن وَضَاعَةٍ وَفُسُولَةٍ وَنِفَاقٍ مِن أُناسٍ زَعَمُوا أنهُم طُلاَّبُ حَقٍّ وَمَا هُم سِوَى كِلابٍ جَربَاءَ تَعَوَّدَت النُّباحَ حتَّى أدمَنَتهُ فَغَدَا عَقِيدَةً وَمَنهَجًا .
   وَلَولا أننِي لا أُحِبُّ أن أُعَكِّرَ صَفَاءَ نـَهرِ هَذا المَسَاءِ لَمَضَيتُ أبسُطُ القَضِيَّةَ بَسطًا يُبيِّنُ حَقِيقَةَ مَا قَد كَانَ،وَلَكِنِّي أُمسِكُ عَن ذلِكَ لأُدَبـِّجَ مَا يَنفَعُ النَّاسَ،وَلا يَنفَعُهُم إِلاَّ أن أبدَأَ في الحَدِيثِ عَن نَشْرَةِ صَاحِبنَا لِرِسَالَةِ الشَّيخِ ـ قُدِّسَ سِرُّهُ ـ .

2

وللحديث صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق