رَعَـى اللهُ يـَوْمَـاً
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أُصَادِفُ خُلْوَةً
لَدَيْكَ؛فَأَشْكُو بَعْضَ مَا أَنَا واجِـدُ ؟!
رَعَى اللهُ يَوْمَاً فِيهِ أَشْكُو صَبَابَتِي
وَأَجْفَانُ عَيْنِي بِالدُّمُوعِ شَوَاهِـدُ
ـ ابْنُ زَيْدُون ـ
وَإِذا كَـثـُرَت الـوُجُـوهُ عَلَى مِـرْآةِ العَيْنِ وَتَعَدَّدت الصُّوَرُ إِلَى مَا لاَ يُحْتَمَلُ؛
تَعَكَّرَ القَلْبُ فَفَقَدَ مَزِيَّةَ التَّأَثـُّرِ؛وَذلِكَ ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ القُـوَّةِ وَهُـوَ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ ظُلْمِ الفَتَى لِنَفْسِهِ وَتَحْقِيقِ عَيْنِ الغَبَنِ فِي أَمْرِ حَالِهِ وَشَأْنِهِ؛فَأَمَّا عَنِ القُوَّةِ فَذاكَ لانْعِدَامِ الشُّعُورِ بِصِدْقِ الآخَرِ وَصَفَاءِ بَاطِنِهِ مَهْمَا كَانَت دَرَجَةُ الانْسِجَامِ وَالمَـوَدَّةِ؛فَمَنْ جَرَّبَ تَجْرِبَتِي؛آمَنَ بِقَضِيَّتِي؛وَهِىَ النَّظَرُ إِلَى الأُنْثى مِنْ بَعِيدٍ مَهْمَا كَانَت قَرِيبَةً؛وَلاَ يَعْدُو الأَمْرُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ مَحْضَ تَجْرِبَةٍ لاَ تَخْتَلِفُ عَنْ أَيِّ تَجْرِبَةٍ مِنْ جِهَةِ المَعْنَى وَإِنْ اخْتَلَفَت صُوَرَ الحَالاَتِ؛فَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَى هَذا القَلْبِ فَلاَ تَرَى سِوَى رَهَافَةٍ وَحَنَانَاً وَرِقَّةً؛غَيْرَ أَنَّهُ طَبْعٌ لاَ أَقْدِرُ عَلَى تَغْييرِهِ؛وَلَكِنَّكَ لَـوْ تَجَوَّفْتَهُ مَا رَأَيْتَهُ يَمِيلُ إِلَى أَحَدٍ أَبَدَاً؛وَدَلِيلُ ذلِكَ أَنَّهُ يَمِيلُ وَيَتَمَايَلُ مَعَ الجَمِيعِ؛وَالعِشْقُ فِي مَعْنَاهُ الحَقِيقِيُّ لاَ يُقِرُّ مِثلَ هَذا؛فَآمَنْتَ بِأَنَّهُ مَا عَادَ يَعْرِفُ الصِّدْقَ فِي الهَوَى؛بَلْ قُـلْ لَقَـد أَضْحَى عَاجِزَاً عَنْهُ بِسَبَبِ مَا أَحْدَثهُ الزَّمَانُ وَمَا فَرَضَتهُ الأَيَّامُ؛وَأَمَّا عَنْ أَمْرِ ظُلْمِهِ لِنَفْسِهِ فَذلِكَ مَرَدُّهُ إِلَى أَمْرَيْنِ؛أَمَّا عَنِ الأَمْرِ الأَوَّلِ فَهُوَ لِمَا اسْتَقَرَّ فِي نَفْسِهِ عُقَيْبَ تَجْرِبَتِهِ مَعَ سَيِّدَةِ لَيْلَةِ الفُضُولِ؛وَأَمَّا عَنِ الثانِي فَلأَنَّهُ تَرَكَ قَلْبَهُ لِلرِّيحِ فَالرِّيحُ تَعْبَثُ بِهِ وَهُـوَ يَلْهُو مَعَ الرِّيحِ؛وَلاَ يَمَلُّ مِنْ ذلِكَ إِذ قَـد آمَنَ بِأَنَّهُ صَارَ مِنْ جِهَةِ العِشْقِ كَالجُلْمُودِ لاَ يَشْعُرُ وَلاَ يَأَلَمُ وَلاَ يَفْرَحُ وَلاَ يَحُسُّ؛وَإِنَّمَا هِىَ أَوْقَاتٌ تَفْرِضُ نَفْسَهَا فَنَنْشَغِلُ بِهَا فَإِذا مَضَت انْشَغَلْنَا عَنْهَا وَكَأَنَّهَا لَم تَكُن وَكَأَنَّهَا مَا حَدَثت وَيْكَأَنَّ ذلِكَ الَّذِي كَانَ إِنَّمَا هُوَ كَحُلْمٍ اقْتَحَمَ غَفْوَةً مِنْ غَفَوَاتِي ثـُمَّ مَضَى لِسَبِيلِهِ لاَ أَذكُرُ مِنْهُ شَيْئاً !

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق