❊**❊ بسم الله الرحمن الرحيم ❊**❊
اهلا بكم احبتي في البرنامج الاسبوعي ((من روائع الادب العالمي))
مـع اشهر الروايات العالمية (( مدام بوفاري .. لغوستاف فلوبير )) ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر / سيد غيث...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** المــــــقـــــــدمـــــــــة :-
*تعتبر الترجمة الادبية فنا مستقـــــلا بذاته حــيث أنه يعتمد على الإبداع
والحس اللغوي والقدرة على تقريب الثقافـــــــات وهذا الفن يساعد على
التواصل والاستفادة من خبرات بعضهم البعض. فهي فن قديم قــدم الأدب المكتوب.
*وقد عرف العرب الترجمة منذ أقدم عصورهم وارتحــــال العرب للتجارة صيفا وشتاءا والتواصل مع جيرانهم كان عامل مهم لمعرفة لغاتهم فقد عرف العرب بلاد الفرس وانتقلت إليهم ألوان من ثقافتهم وانتقلـت بعض الألفاظ الفارسية إلى اللغة العربية من خلال التواصل فظــــــهرت في شعر كبار الشعراء .
*وكان (الأعشى) من أشهر من استخدموا في شعرهم كلمات فارســــية ..
بدءت الترجمة في العصر العباسي وذلك بعد الفتوحات العربية واتساع رقعة الدولة العربية نحو الشرق والغرب ..وبلغت حركة الترجمة مرحلة متطورة في عصر الخليفة ( هارون الرشيد وابنه المأمون ) الذي يروى أنه كان يمنــح بعض المترجمين وزن ما كتبه وترجمه إلى العربية ذهبا ..
*وكان المترجمون من أمثال (حنين بن اسحق ) و (ثابت بن قرة) يتقنون اللغة
العربية والسريانية وكذلك العلوم التي يترجمونها.
*وكان حنين بن اسحق قد عاش فترة في اليونان بهدف دراسة اللغة اليونانية ففي القرن التاسع الميلادي قام العرب بترجمة معظم مؤلفات أرسطـو وهناك مؤلفات كثيرة ترجمت من اليونانية إلى العربية وضاع أصلها اليونانـــي فيما بعد فأعيدت إلى اللغة اليونانية عن طريق اللغة العربية أي أنها لو لــــم تترجم إلى اللغة العربية لضاعت نهائيا فاللغة العربية لها فضل عظيـــــــم على سائر لغات الارض ..
................................................................................................
................................................................................................
*( غوستاف فلوبير ) هو: أحد أهم الروائيين الفرنسيين في القرن التاسع عشر
* ولد ( جوستاف فلوبير ) في مدينة روان الفرنسية في( ١٢ديسمــبر عام ١٨٢١م ) لأب يعمل طبيباً. والتحق بالمدرسة متأخرا حيــــــث تجاوز عمره العاشرة وكان ذلك سببا في نزعة الخجل التي لازمتـــــه فقد دأبت خادمة الأسرة على إشباع خياله بالكثير من القصـــــص والحكايات فلمـــــا التحق بالمدرسة بدا ميله واضحا إلى دراسة التاريخ وشغف بقصصه .
*وكان فلوبير يكتب دون علم أبيه الطبيب الذي كان يريد أن يجعل ابنه جراحا بارعا مثله، لكن فلوبير صارح والده بعد حصوله علي شهادة الثانويـــــة بعدم رغبته في دراسة الطب فاقترح الأب عليه أن يكون محاميا و قرر إرساله إلى باريس ليدرس القانون ..
**(( فلوبير .. يتمرد على دراسة القانون ويفضل عليه الادب ))**
=============<<*>>==============
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*التحق فلوبير في( عام ١٨٤١م ) بكلية الحقوق في باريس لمتابعة دراسته الجامعيّة ثمّ أصيب بمرض عصبي عام ١٨٤٤م فقطع دراســـــته بعد ان ضاق بدراسة القانون والجامعة وباريس و صمم على أن يحتـــــــرف الأدب و انكب
على قراءة كتاب ( دون كي شوت لسرفانتس) وقد صار هذا الكتاب المنـــــبع الأول لفلسفته وتحت تأثيرها كتب عددا من المسرحيات والروايات التــي تدور حول الجوانب القاتمة من الحياة. بعد وفاة والده وأخته الوحــــــيدة ( كارولين ) فتفاقمت حالته النفسيّة وازداد تشاؤمه بعد وفاة والده وشقيقته عام ١٨٤٦م وسخّر نفسه لرعاية والدته وابنة شقيقه اليتيمة ولأدبه وأسفاره. فقد سافر عام ١٨٥٠ إلى مصر ولبنان وفلسطين وتركيّا ثم انتقل بعدها عام ١٨٥١م إلى اليونان وإيطاليا وبعد ذلك عاد ليستقر في( فرنسا ) ليبدء رحلةالكتابة الادبية والابداع الواقعي الذي اتخذه تيمة مميزة لاعمالة الادبية ..
**((غوستاف فلوبير تاتية فكرة رواية <مدام بوفاري > في مصر))**
----------------------------------------------
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<<(**)>>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بدأ ( فلوبير ) يفكر بكتابة (مدام بوفاري) بعـــــدما كـــــان أنجــــــز روايته
الاولى ( أغواء القديس أنطوان ) وقرأ هذا العمل على بعــــــض أصدقائــــه
ومنهم الكاتب الفرنسي مكسيم دي كامب. ويومهــا ندّد ( دي كامب) بذلك العمل واعتبره ثانوي غير ذي اهمية فما كان من فلوبير إلا أنه أجّــل النـــشر. ليقرر ان يسافر الى مصر وفي ذهنه أن يكتب رواية يعيد فيها الاعتبــــــار الى نفسه أمام أصدقائه. وهكذا ولدت في راسه فكرة رواية ( مدام بوفاري) التي استغرقت من صاحبها تفكيراً طوال فترة إقامته في مصر.. وكتبها طوال سنوات خمس تلت عودته من مصرواستقر في بلدته الصغيرة قرب روان فــــــي الغرب الفرنسي ليبدع في الكتابة ويخرج لنا رواية من اشهر روايات الادب العالمــي. وأخيراً حين اكتملت الرواية، نشرت أولاً في"مجلة باريس"عام١٨٥٦م ثم في كتاب مستقل في العام التالي ١٨٥٧م، لتكون أول عمل كبير له ينشر بعد محاولات أوّلية لم يكتب لها النجاح ..
**(( فلوبيـــــــر رائـــــد المدرســــة الواقعيـــــــــــة ))**
============)<<>>(============
---------------------------------------
* (غوستاف فلوبير) أكبر روائي فرنسي في القرن التاسع عشر.. انتصر
( غوستاف) بمذهبه الواقعي على المذهب الرومانتيكي ومن هنا جاء
تأثيرها العميق في مجرى الرواية العالمية المعاصرة ..
* وينتمي الكاتب الفرنسي ( فلوبير ) إلى المدرسة الواقعية الأدبـــــية وعادة
ما يتم النظر إليه روايته المشــهورة (مدام بوفاري ) باعتبـــارها أول روايــــــة
فرنسية واقعية وهو الذي تابع المشروع الروائي الواقعــــــــي الذي بدأه كتاب فرنسيون آخرون ولكنه استكمل المشوار وأرسى قواعده فاصبح يسمى برائد المدرسة الواقية.. فهو على خلاف الكتاب الرومانتيكيين الذين يعتمـــدون على الخيال والعواطف المتقدة في التعبير الأدبي فقد تميز (جوستاف فلوبير) بقدرته على الملاحظة الدقيقة وعلى توصيف النماذج البشرية العادية توصيفا دقيــــقا والاستعانة بالعقل والرؤية الموضوعية بدلا من النظرة الذاتية التي يتصــــف بها كتاب المدرسة الرومانسية عادة والواقع انه لم يكن ينفرمن الواقع على غرار الرومانسيون بل كان يعتقد أن الفن الحقيقي هو الفن الموضوعي.
**(( اشهــــــــر..اعمـــــــال ( غـــــوســــــــتاف ))**
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--------------******----------------
*=( التربية العاطفية ) ..
*=( مدام بوفاري )..
*=( سالامبو ) ..
*=( إغراء القديس أنطونيوس ) ولم يقوم بنشرها الا بعد كتابتها بعقد
ونصف من الزمن ..
*=(بوفار وبيكوشيه )..
**((( روايـــــــــــــــة مـــــــــدام بـــــوفـــــــــــاري ))) **
============================
----------------<-ه->-----------------
* مدام بوفاري" هي رواية من أروع الروايات التي عرفها الأدب العالمــي في القرن التاسع عشر فقد حرص ( غوستاف فولبير ) في روايته على التعمــــق
في تحليل شخصية بطلته وكان ذلك جديداً في حينه. ومــن هنــــا حـــــازت
< مدام بوفاري > على شهرة كبيرة لدي الوسط الادبي الفرنسي والعالمي.
** مـــلامـــــــح مــن روايـــــــــة ( مـــــدام بـــــوفــــــاري )** ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ((<<*>>))ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبدء احداث الرواية في سرد شيق لكاتب (فلوبير) عن الفـــــتى الريفي
( شارل بوفاري ) الذي يدخل المدرسة وهو في سن أكبــــــــر من صفه فيستهزئ به زملائه في الصف . في الجامعة يدرس الطـــب ويتخرج بعد
عثرات ليصبح طبيبا.. فتزوجه أمه من أرملة ثرية متقـــــــــدمة في السن
ومريضة في الخامسة والأربعين من عمرها. بعد وفاة زوجته يتعرّف شارل
على( ايما ) الصبية الحسناء خلال معالجته لأبيها المريض. ولما كانت ايما
تعيش في المزرعة حياة شبه معزولة أو تحلم بحياة أخرى فيها شيء من التسلية والبعد الاجتماعي، تقبل بسرعة أن تتزوج من (شارل) ما أن يطلب يدى .( ايما ) التي تعيش في عالم الخيال ..
**(( ايــــــمـــــــا واحــــــلامهــــــــــا الــــرومـــــانسيــــــــة))**
==============(((<ه>)))=============
-------------------------------------------
** فــــــــلاش بـــاك (( ايمــــــا فــــــي ديـــر الراهبــــــات ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تبدأ ( إيما ) في استرجاع ذكرياتها في سنين طفولتها عندما دخلت الــدير واقبلت على العبادة والإجابة عن الأسئلة الدينية الصعبة لكــن مع اقتــــرابها
من السادسة عشرة من عمرها فقد تغيرت نظرتها إلى الأشياء، فنــفرت من الحياةالريفية الهادئة واتجهت إلى نقيضها وصارت تبحث عن العاطفة أكثر من أي شىء وصارت تعجب بأبطال وبطلات الكتاب الكلاسيكيين ولاحظت الراهبات أنها أخذت تفلت من رعايتهن، فلم يأسفن على خروجها من الدير.. وصـــــارت تعجب بما تقراءة من روايات عن الحب والعشق والهوى.. لاحظت الراهبــــات أنها أخذت تفلت من رعايتهن بعد أن كن قد بالغن في الموعظه لها وأســـرفن في تلقينها الاحترام والرهبنه وايضا في ازجاء النصح لاخضاع الجســــــد ولم تأسف الراهبات على خروجها من الدير وذلك خوفا منها في اغواء الاخــــريات
من الراهبات فتركوها تتخذ قرار الخروج بلا عوده من الـــــــدير .وذلك بسبب الاسهاب في قراءة الأدب الفرنسي الرومانسي بدون كوابح لشهوات النفس والهوى ..وإطلاعها على رواية (بول وفرجيني) والكاتب الرومانسي (برناردين)
و (سان برنار ) بالإضافة إلى أشعار(ألفونس دو ) ..إلى ان تعلقت بهذا النوع من الأدب وإلى ميلها إلى الارتقاء بذاتها والتطلع بأملإلى المستقبل والنـفور من الحاضر وإن زواجها من الطبيب التقليدي ( شارل بوفاري ) أدى إلى زيادة إحساسها بالفراغ ورغبتها في الانعتاق من القيد الاجتماعي الذي يكبلها .
**(( مــــــــــدام بـــــــوفــــــــاري وطـــفلتــــــها الاولـــــى ))**
==============٠٠٠٠٠==============
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(***)ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظنا منا ان ميلاد طفلتها الاولى سيساهــــــم في تسليتها ..لكن ذلك لم
يحدث .. وظلت بينها وبين مواصلة الحلم صلة وثيقة كما كان في السابق فعادت لمعانقة الخيال والأمل في حياة وردية فوقعت في غــــرام (رودولف)
لتقرر الهروب برفقته الى الخارج إلا انه في اخر لحـــــــظة سيتخلى عنها وسيرسل اليها خطابا يبرر فيه عدم وفائه بوعده , وسيشـــــكل ذلك صدمة
لها وستعتل صحتها وتلازم فراش المرض لمدة طويلة .عاشت ( ايما ) فتـرة عصيبة ..وبنصيحة من الاصدقاء سيحاول الزوج اخراجها من عزلتها بالـذهاب
معا للمسرح للترويح عن النفس , وهناك ستلتقـــــــي بحبها الاول ( ليون )
العائد من باريس وستتكرر لقاءاتهما الغرامية و في لحظة ضعف ستسقط
في الخيانة الزوجية .
* حاجتها الى المال و الملابس الراقية و الأثاث المنزلي النفيس ستدفعــها الى الاستدانة ومع تراكم الديون ستعجز عن الاداء خاصة بعد ما اصاب زوجها من افلاس بعد فشله في عمله الطبي , وتتابع الازمات , مما دفع الدائن الى استصدار حكم قضائي بالحجز على بيت و ممتلكات الاسرة وبيعها في المزاد العلني .
*وقبل التنفيذ بيوم واحد لجأت ( ايما ) باكيـــــة الى معارفــها وأصدقائها قصد الاقتراض للحيلولة دون تنفيذ الحكم إلا ان صدمتها كانت كبيرة بتنكر الجميع لها وعدم مدها بيد المساعدة رغم ما كانت تكنه لهم من محبة . وامام هذا الموقف الحرج الذي وجدت بطلة القصة نفسها فيه ( قررت الانتـــــــحار بتجرع السم) ومغادرة هذا العالم القاسي الذي لا يعترف إلا بالمادة ولا مـــجال فيه للعواطف وهذا جزاء خيانة الزوج وثقته والجري وراء الســـراب وعــــدم الرضوخ للواقع والرضا بما كتبه الله ..
**(( اجـــزء من النـــص الحقيقـــي المتـــرجم الــى العربيــة )) **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
************************<<*>>***********************
*(( شـــــــارل بوفــــــــــاري ))*
<------------------->
*كنا في حجرة الدراسه عندما دخل الناظر يتبعه تلميذ جديد لا يرتدي الزي المدرسي وانتصب كل منا وافقا وكانه فوجي علي حيــــن غره برقيب علي عمله واشار الينا الناظر بالعوده الي الجلوس ثم التفت المدرس قائـــــلا في صوت خفيض((مسيو روجيه هذا تلميذ اوصيك به لقـــــد التحـــــــق بالسـنه
الخامسه ولكن اذا بدا عمله وسلوكه مرضيين فســـــوف ينقــــل الي الفرق
العليا التي تناسب سنه)) وفي الزوايه الواقعه خلــــــف الباب حيـــث لا يكاد
يري لاح التلميذ الجديد كان عملاقا ريفيا في نحو الخامسه عشره من عمره اطول قامه منا جميعا وكان شعره منسقا ومستــــــويا فوق جبهته كمـغني القريه وقد ظهر عليه التحفظ والارتباك وبالرغــــــم من انــــــه لم يكن عـريض المنكبين فان سترته الخضراء ذات الازرار السوداء كانـــــــت تضايق حركته وقد انحسر كماها عن معصميه اللذين الفا العري كما كانت قدماه اللتان يكسوهما جوربان ازرقان تبرزان من بنطلون اصفر تشده الحماله شدا قويا وفي طرفيهما حذاء نصف لامع تنتشر فيهما المسامير بكثره ..
*(( ايما بوفاري وانتسابها الي الكنيسه))*
<-------------------------->
*ولما بلغت الثالثه عشرة من عمرها اصطحبها ابوها الي الـــمدينه ليلحقها بالدير ولم تستشعر بحياة بالدير في الايام الاولــــــي اذ كانت تحـــرص علي استذكار اصول الدين عن ظهر قلب وكانت تاتي الي الديرسيدة عانس تقضي اسبوعا من كل شهر تعني خلاله بكل ما يتعلـــــــــق بالمــــلابس والاغطيه
وتقضي الحاجات من المدينه وتعير التلميذات الكبيرات ســـــرا روايات تحتفظ
بها دائما في جيب مرولتها وهكذا ظلت ( ايما ) خلال اشهر سته من عامها السادس عشر تنفض باصابعها الغبار عن تلك الروايات العتيقه ..
*(( الطبيب (شارل بوفاري) .. يعالج ( روو ) والد ايما ))*
<---------------------------------->
*ولاحت لدي عتبة باب المنزل سيده شابة في ثـــــوب من الصــــوف محلي بكرانيش فاستقبلت السيد بوفاري وقادته الي المطــــــبخ وجلــــست الفتاه
الي المائده مع (شارل) وجري الحديث اولا عن والدها المــريض ثم عن الجو وموجات البرد القارس وكانت ترتجف اثنا الطعام لفـــــرط الرطوبــــه مما كشف
قليلا عن شفتيها المكتنزتين وكانت رقبتها تظهر خلال ياقه مزدوجه وضفيرتاها السودوان الناعمتان تبدوان لفرط نعومتهما قطعه واحده اول مره يري الطبيب الشاب فيها شعرا منسقا بهذا الشكل وبدل من ان يعود شارل الي (بورتو ) بعد ثلاثة ايام كما وعد جاء في اليوم التالي ثم اخذ يتردد علي البلدة مرتين اسبوعيا عدا الزيارات الغير متوقعه وكانها محض صدفه ..
*(( ايما في حوار اخير مع ( رودلف ) اول عشيق لها ))*
<---------------------------------->
( ايما) اما انا فقد كنت قميئه بان اعطيك كل شئ وان اعمل بيدي من اجلك
كنت استجدي علي قارعات الطريق ابتسامه نظره اما انت فتجلس هنا ناعما
في مقعدك الوثير كانك لم تسبب لي مايكفينـــــي من العــــذاب لولاك لكنت سعيده.
**(( محاكمة فلوبير على روايتة وما تحملة من فساد اخلاقي ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[<**>]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
=================================
* كان النائب العام في محاكمة فلوبير يتباكى على ضياع الأخلاق المسيحية
وكان يؤول بمهارة نقدية عالية كل حركة وسكنة سجلها فلوبير في روايتـــــه
(( مدام بوفاري)) أقامت النيابة العامة الفرنسية الدعوى على فلوبــــير بتهمة
( الفساد الاخلاقي) هكذا وبأسلوب يعتمد على المرتكزات الأخلاقيـــــة صاغ المدعي العام وباسم الأخلاق والدين هجومه الناري الطـــــــويل على فلوبير.
وهذا النائب العام "المؤمن" لم يتورع في كيل الاتهامـــــــات اللاخلاقية وذلك
في هجومه على الكاتب الفرنسي ( فلوبير ) ..
**(( بـــــــــراءة غـــــوســـــــتاف فــــلوبـــــير ))**
=========================
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ([[ـ٠٠ـ]])ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن محامي الكاتب ألقى مرافعة رائعة دافع فيها عن الرواية دفاعاً بليغاً
لم تجد المحكمة معه إلا أن تبرئ الرواية وتعتبرها عملاً فنياً ممـــتازاً. وكان المحامي أكثر مكراً عندما قال للقاضي ((هل كان ميكيافيللي مخطئا حين قال إذا أردت أن تتخلص من فخاخ الذئاب فعليك أن تتحلى بأخلاق الثعالب)) فلولا هذا المكر لما استطاع المحامي ان يقنع القاضي والمحلّفين بسلامة نية فلوبير. فكانت له البراءة..
*ولم تتوقف المحاكمات من يومها عند ذلك الحد بل شمـــــلت كتب وكتاب متعددين تتعدد مؤلفاتهم حسب ظروف الزمان والمكان فالغرب الذي يتغنى اليوم بالدفاع عن حقوق الانسان بما فيها حرية التعبير والرأي له صفحــــات سوداء في خرق واختراق الحقوق والتضييق على ممارسيها في محـاولات شرسه لواد الابداع والمبدعين .
**(( وفـــــــــاة غـــــــوســــــــتــــــاف فـــــلــــوبـــيــــر ))**
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ[[<<ه>>]]ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
============================
* مرت الأعوام وتزوجت ابنة أخته ( كارولين ) التي كانت تعيش مع أمه ومعه
في بيت واحد ثم رحلت أمه عام ١٨٧٢م فغادر إلى باريس التي عــــاش فيها
نفس العزلة وفي سنواته الأخيرة انتقل الى بلدته ( كرواسيه ) بريف فرنســـا
وصار يفرط في الطعام والشراب والتدخين وتضاءلت مــوارده المـــــالية .. وفي صباح يوم ٨ مايو عام١٨٨٠ م دخلت عليه الخادمة حجرة مكتبه كي تقدم إليه الطعام فوجدته ملقىعلى الأريكة يتمتم بكلمات متقطعة غير مفهومة فسارعت إلى إحضار الطبيب الذي لم يستطع أن يفعل له شيئا وبعد أقل من ساعة.. لفظ آخر أنفاسه .
.....................................
.....................................
** الـــــــخــــاتــــــــمــــــة :-
* تفشل ( إيما بوفاري ) في عشقها الحرام فشلا محققا بعد إخفاقهـا في
الحب الإخفاق الذي يتجلى بانكسارها على هذا المستوى مما يجعلها تقرر الانتحار ولا تتردد في الإقدام عليه بل أنها تشعر بالارتيــــاح والسعـــادة لأن متاعبها آيلة إلى الزوال ومعاناتها في طريقها إلى الانتهاء. وإنه لمــن الاسف الشديد أن يشعر المرء بأن موته هو سبيله إلى الخلاص من المعاناة بالرغم من أن المفكر والشاعر الإيطالي (جياكومو ليوباردي) قد وصل إلى أنه اعتبر الانتحار خيارا مرفوضا وهو بقراره هذا إنما يؤكد على احتمـــال الحيــــاة حتى النهاية .
** والى لقاء جديد احبتي يجمعنا باذنه تعالى مع برنامج ...
(( من روائع الادب العالمي )) والرواية العالمية (انا كارنينا ..لتلستوي)
* حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر / سيد غيث ...
اهلا بكم احبتي في البرنامج الاسبوعي ((من روائع الادب العالمي))
مـع اشهر الروايات العالمية (( مدام بوفاري .. لغوستاف فلوبير )) ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر / سيد غيث...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** المــــــقـــــــدمـــــــــة :-
*تعتبر الترجمة الادبية فنا مستقـــــلا بذاته حــيث أنه يعتمد على الإبداع
والحس اللغوي والقدرة على تقريب الثقافـــــــات وهذا الفن يساعد على
التواصل والاستفادة من خبرات بعضهم البعض. فهي فن قديم قــدم الأدب المكتوب.
*وقد عرف العرب الترجمة منذ أقدم عصورهم وارتحــــال العرب للتجارة صيفا وشتاءا والتواصل مع جيرانهم كان عامل مهم لمعرفة لغاتهم فقد عرف العرب بلاد الفرس وانتقلت إليهم ألوان من ثقافتهم وانتقلـت بعض الألفاظ الفارسية إلى اللغة العربية من خلال التواصل فظــــــهرت في شعر كبار الشعراء .
*وكان (الأعشى) من أشهر من استخدموا في شعرهم كلمات فارســــية ..
بدءت الترجمة في العصر العباسي وذلك بعد الفتوحات العربية واتساع رقعة الدولة العربية نحو الشرق والغرب ..وبلغت حركة الترجمة مرحلة متطورة في عصر الخليفة ( هارون الرشيد وابنه المأمون ) الذي يروى أنه كان يمنــح بعض المترجمين وزن ما كتبه وترجمه إلى العربية ذهبا ..
*وكان المترجمون من أمثال (حنين بن اسحق ) و (ثابت بن قرة) يتقنون اللغة
العربية والسريانية وكذلك العلوم التي يترجمونها.
*وكان حنين بن اسحق قد عاش فترة في اليونان بهدف دراسة اللغة اليونانية ففي القرن التاسع الميلادي قام العرب بترجمة معظم مؤلفات أرسطـو وهناك مؤلفات كثيرة ترجمت من اليونانية إلى العربية وضاع أصلها اليونانـــي فيما بعد فأعيدت إلى اللغة اليونانية عن طريق اللغة العربية أي أنها لو لــــم تترجم إلى اللغة العربية لضاعت نهائيا فاللغة العربية لها فضل عظيـــــــم على سائر لغات الارض ..
................................................................................................
................................................................................................
*( غوستاف فلوبير ) هو: أحد أهم الروائيين الفرنسيين في القرن التاسع عشر
* ولد ( جوستاف فلوبير ) في مدينة روان الفرنسية في( ١٢ديسمــبر عام ١٨٢١م ) لأب يعمل طبيباً. والتحق بالمدرسة متأخرا حيــــــث تجاوز عمره العاشرة وكان ذلك سببا في نزعة الخجل التي لازمتـــــه فقد دأبت خادمة الأسرة على إشباع خياله بالكثير من القصـــــص والحكايات فلمـــــا التحق بالمدرسة بدا ميله واضحا إلى دراسة التاريخ وشغف بقصصه .
*وكان فلوبير يكتب دون علم أبيه الطبيب الذي كان يريد أن يجعل ابنه جراحا بارعا مثله، لكن فلوبير صارح والده بعد حصوله علي شهادة الثانويـــــة بعدم رغبته في دراسة الطب فاقترح الأب عليه أن يكون محاميا و قرر إرساله إلى باريس ليدرس القانون ..
**(( فلوبير .. يتمرد على دراسة القانون ويفضل عليه الادب ))**
=============<<*>>==============
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*التحق فلوبير في( عام ١٨٤١م ) بكلية الحقوق في باريس لمتابعة دراسته الجامعيّة ثمّ أصيب بمرض عصبي عام ١٨٤٤م فقطع دراســـــته بعد ان ضاق بدراسة القانون والجامعة وباريس و صمم على أن يحتـــــــرف الأدب و انكب
على قراءة كتاب ( دون كي شوت لسرفانتس) وقد صار هذا الكتاب المنـــــبع الأول لفلسفته وتحت تأثيرها كتب عددا من المسرحيات والروايات التــي تدور حول الجوانب القاتمة من الحياة. بعد وفاة والده وأخته الوحــــــيدة ( كارولين ) فتفاقمت حالته النفسيّة وازداد تشاؤمه بعد وفاة والده وشقيقته عام ١٨٤٦م وسخّر نفسه لرعاية والدته وابنة شقيقه اليتيمة ولأدبه وأسفاره. فقد سافر عام ١٨٥٠ إلى مصر ولبنان وفلسطين وتركيّا ثم انتقل بعدها عام ١٨٥١م إلى اليونان وإيطاليا وبعد ذلك عاد ليستقر في( فرنسا ) ليبدء رحلةالكتابة الادبية والابداع الواقعي الذي اتخذه تيمة مميزة لاعمالة الادبية ..
**((غوستاف فلوبير تاتية فكرة رواية <مدام بوفاري > في مصر))**
----------------------------------------------
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<<(**)>>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بدأ ( فلوبير ) يفكر بكتابة (مدام بوفاري) بعـــــدما كـــــان أنجــــــز روايته
الاولى ( أغواء القديس أنطوان ) وقرأ هذا العمل على بعــــــض أصدقائــــه
ومنهم الكاتب الفرنسي مكسيم دي كامب. ويومهــا ندّد ( دي كامب) بذلك العمل واعتبره ثانوي غير ذي اهمية فما كان من فلوبير إلا أنه أجّــل النـــشر. ليقرر ان يسافر الى مصر وفي ذهنه أن يكتب رواية يعيد فيها الاعتبــــــار الى نفسه أمام أصدقائه. وهكذا ولدت في راسه فكرة رواية ( مدام بوفاري) التي استغرقت من صاحبها تفكيراً طوال فترة إقامته في مصر.. وكتبها طوال سنوات خمس تلت عودته من مصرواستقر في بلدته الصغيرة قرب روان فــــــي الغرب الفرنسي ليبدع في الكتابة ويخرج لنا رواية من اشهر روايات الادب العالمــي. وأخيراً حين اكتملت الرواية، نشرت أولاً في"مجلة باريس"عام١٨٥٦م ثم في كتاب مستقل في العام التالي ١٨٥٧م، لتكون أول عمل كبير له ينشر بعد محاولات أوّلية لم يكتب لها النجاح ..
**(( فلوبيـــــــر رائـــــد المدرســــة الواقعيـــــــــــة ))**
============)<<>>(============
---------------------------------------
* (غوستاف فلوبير) أكبر روائي فرنسي في القرن التاسع عشر.. انتصر
( غوستاف) بمذهبه الواقعي على المذهب الرومانتيكي ومن هنا جاء
تأثيرها العميق في مجرى الرواية العالمية المعاصرة ..
* وينتمي الكاتب الفرنسي ( فلوبير ) إلى المدرسة الواقعية الأدبـــــية وعادة
ما يتم النظر إليه روايته المشــهورة (مدام بوفاري ) باعتبـــارها أول روايــــــة
فرنسية واقعية وهو الذي تابع المشروع الروائي الواقعــــــــي الذي بدأه كتاب فرنسيون آخرون ولكنه استكمل المشوار وأرسى قواعده فاصبح يسمى برائد المدرسة الواقية.. فهو على خلاف الكتاب الرومانتيكيين الذين يعتمـــدون على الخيال والعواطف المتقدة في التعبير الأدبي فقد تميز (جوستاف فلوبير) بقدرته على الملاحظة الدقيقة وعلى توصيف النماذج البشرية العادية توصيفا دقيــــقا والاستعانة بالعقل والرؤية الموضوعية بدلا من النظرة الذاتية التي يتصــــف بها كتاب المدرسة الرومانسية عادة والواقع انه لم يكن ينفرمن الواقع على غرار الرومانسيون بل كان يعتقد أن الفن الحقيقي هو الفن الموضوعي.
**(( اشهــــــــر..اعمـــــــال ( غـــــوســــــــتاف ))**
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--------------******----------------
*=( التربية العاطفية ) ..
*=( مدام بوفاري )..
*=( سالامبو ) ..
*=( إغراء القديس أنطونيوس ) ولم يقوم بنشرها الا بعد كتابتها بعقد
ونصف من الزمن ..
*=(بوفار وبيكوشيه )..
**((( روايـــــــــــــــة مـــــــــدام بـــــوفـــــــــــاري ))) **
============================
----------------<-ه->-----------------
* مدام بوفاري" هي رواية من أروع الروايات التي عرفها الأدب العالمــي في القرن التاسع عشر فقد حرص ( غوستاف فولبير ) في روايته على التعمــــق
في تحليل شخصية بطلته وكان ذلك جديداً في حينه. ومــن هنــــا حـــــازت
< مدام بوفاري > على شهرة كبيرة لدي الوسط الادبي الفرنسي والعالمي.
** مـــلامـــــــح مــن روايـــــــــة ( مـــــدام بـــــوفــــــاري )** ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ((<<*>>))ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبدء احداث الرواية في سرد شيق لكاتب (فلوبير) عن الفـــــتى الريفي
( شارل بوفاري ) الذي يدخل المدرسة وهو في سن أكبــــــــر من صفه فيستهزئ به زملائه في الصف . في الجامعة يدرس الطـــب ويتخرج بعد
عثرات ليصبح طبيبا.. فتزوجه أمه من أرملة ثرية متقـــــــــدمة في السن
ومريضة في الخامسة والأربعين من عمرها. بعد وفاة زوجته يتعرّف شارل
على( ايما ) الصبية الحسناء خلال معالجته لأبيها المريض. ولما كانت ايما
تعيش في المزرعة حياة شبه معزولة أو تحلم بحياة أخرى فيها شيء من التسلية والبعد الاجتماعي، تقبل بسرعة أن تتزوج من (شارل) ما أن يطلب يدى .( ايما ) التي تعيش في عالم الخيال ..
**(( ايــــــمـــــــا واحــــــلامهــــــــــا الــــرومـــــانسيــــــــة))**
==============(((<ه>)))=============
-------------------------------------------
** فــــــــلاش بـــاك (( ايمــــــا فــــــي ديـــر الراهبــــــات ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تبدأ ( إيما ) في استرجاع ذكرياتها في سنين طفولتها عندما دخلت الــدير واقبلت على العبادة والإجابة عن الأسئلة الدينية الصعبة لكــن مع اقتــــرابها
من السادسة عشرة من عمرها فقد تغيرت نظرتها إلى الأشياء، فنــفرت من الحياةالريفية الهادئة واتجهت إلى نقيضها وصارت تبحث عن العاطفة أكثر من أي شىء وصارت تعجب بأبطال وبطلات الكتاب الكلاسيكيين ولاحظت الراهبات أنها أخذت تفلت من رعايتهن، فلم يأسفن على خروجها من الدير.. وصـــــارت تعجب بما تقراءة من روايات عن الحب والعشق والهوى.. لاحظت الراهبــــات أنها أخذت تفلت من رعايتهن بعد أن كن قد بالغن في الموعظه لها وأســـرفن في تلقينها الاحترام والرهبنه وايضا في ازجاء النصح لاخضاع الجســــــد ولم تأسف الراهبات على خروجها من الدير وذلك خوفا منها في اغواء الاخــــريات
من الراهبات فتركوها تتخذ قرار الخروج بلا عوده من الـــــــدير .وذلك بسبب الاسهاب في قراءة الأدب الفرنسي الرومانسي بدون كوابح لشهوات النفس والهوى ..وإطلاعها على رواية (بول وفرجيني) والكاتب الرومانسي (برناردين)
و (سان برنار ) بالإضافة إلى أشعار(ألفونس دو ) ..إلى ان تعلقت بهذا النوع من الأدب وإلى ميلها إلى الارتقاء بذاتها والتطلع بأملإلى المستقبل والنـفور من الحاضر وإن زواجها من الطبيب التقليدي ( شارل بوفاري ) أدى إلى زيادة إحساسها بالفراغ ورغبتها في الانعتاق من القيد الاجتماعي الذي يكبلها .
**(( مــــــــــدام بـــــــوفــــــــاري وطـــفلتــــــها الاولـــــى ))**
==============٠٠٠٠٠==============
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(***)ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظنا منا ان ميلاد طفلتها الاولى سيساهــــــم في تسليتها ..لكن ذلك لم
يحدث .. وظلت بينها وبين مواصلة الحلم صلة وثيقة كما كان في السابق فعادت لمعانقة الخيال والأمل في حياة وردية فوقعت في غــــرام (رودولف)
لتقرر الهروب برفقته الى الخارج إلا انه في اخر لحـــــــظة سيتخلى عنها وسيرسل اليها خطابا يبرر فيه عدم وفائه بوعده , وسيشـــــكل ذلك صدمة
لها وستعتل صحتها وتلازم فراش المرض لمدة طويلة .عاشت ( ايما ) فتـرة عصيبة ..وبنصيحة من الاصدقاء سيحاول الزوج اخراجها من عزلتها بالـذهاب
معا للمسرح للترويح عن النفس , وهناك ستلتقـــــــي بحبها الاول ( ليون )
العائد من باريس وستتكرر لقاءاتهما الغرامية و في لحظة ضعف ستسقط
في الخيانة الزوجية .
* حاجتها الى المال و الملابس الراقية و الأثاث المنزلي النفيس ستدفعــها الى الاستدانة ومع تراكم الديون ستعجز عن الاداء خاصة بعد ما اصاب زوجها من افلاس بعد فشله في عمله الطبي , وتتابع الازمات , مما دفع الدائن الى استصدار حكم قضائي بالحجز على بيت و ممتلكات الاسرة وبيعها في المزاد العلني .
*وقبل التنفيذ بيوم واحد لجأت ( ايما ) باكيـــــة الى معارفــها وأصدقائها قصد الاقتراض للحيلولة دون تنفيذ الحكم إلا ان صدمتها كانت كبيرة بتنكر الجميع لها وعدم مدها بيد المساعدة رغم ما كانت تكنه لهم من محبة . وامام هذا الموقف الحرج الذي وجدت بطلة القصة نفسها فيه ( قررت الانتـــــــحار بتجرع السم) ومغادرة هذا العالم القاسي الذي لا يعترف إلا بالمادة ولا مـــجال فيه للعواطف وهذا جزاء خيانة الزوج وثقته والجري وراء الســـراب وعــــدم الرضوخ للواقع والرضا بما كتبه الله ..
**(( اجـــزء من النـــص الحقيقـــي المتـــرجم الــى العربيــة )) **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
************************<<*>>***********************
*(( شـــــــارل بوفــــــــــاري ))*
<------------------->
*كنا في حجرة الدراسه عندما دخل الناظر يتبعه تلميذ جديد لا يرتدي الزي المدرسي وانتصب كل منا وافقا وكانه فوجي علي حيــــن غره برقيب علي عمله واشار الينا الناظر بالعوده الي الجلوس ثم التفت المدرس قائـــــلا في صوت خفيض((مسيو روجيه هذا تلميذ اوصيك به لقـــــد التحـــــــق بالسـنه
الخامسه ولكن اذا بدا عمله وسلوكه مرضيين فســـــوف ينقــــل الي الفرق
العليا التي تناسب سنه)) وفي الزوايه الواقعه خلــــــف الباب حيـــث لا يكاد
يري لاح التلميذ الجديد كان عملاقا ريفيا في نحو الخامسه عشره من عمره اطول قامه منا جميعا وكان شعره منسقا ومستــــــويا فوق جبهته كمـغني القريه وقد ظهر عليه التحفظ والارتباك وبالرغــــــم من انــــــه لم يكن عـريض المنكبين فان سترته الخضراء ذات الازرار السوداء كانـــــــت تضايق حركته وقد انحسر كماها عن معصميه اللذين الفا العري كما كانت قدماه اللتان يكسوهما جوربان ازرقان تبرزان من بنطلون اصفر تشده الحماله شدا قويا وفي طرفيهما حذاء نصف لامع تنتشر فيهما المسامير بكثره ..
*(( ايما بوفاري وانتسابها الي الكنيسه))*
<-------------------------->
*ولما بلغت الثالثه عشرة من عمرها اصطحبها ابوها الي الـــمدينه ليلحقها بالدير ولم تستشعر بحياة بالدير في الايام الاولــــــي اذ كانت تحـــرص علي استذكار اصول الدين عن ظهر قلب وكانت تاتي الي الديرسيدة عانس تقضي اسبوعا من كل شهر تعني خلاله بكل ما يتعلـــــــــق بالمــــلابس والاغطيه
وتقضي الحاجات من المدينه وتعير التلميذات الكبيرات ســـــرا روايات تحتفظ
بها دائما في جيب مرولتها وهكذا ظلت ( ايما ) خلال اشهر سته من عامها السادس عشر تنفض باصابعها الغبار عن تلك الروايات العتيقه ..
*(( الطبيب (شارل بوفاري) .. يعالج ( روو ) والد ايما ))*
<---------------------------------->
*ولاحت لدي عتبة باب المنزل سيده شابة في ثـــــوب من الصــــوف محلي بكرانيش فاستقبلت السيد بوفاري وقادته الي المطــــــبخ وجلــــست الفتاه
الي المائده مع (شارل) وجري الحديث اولا عن والدها المــريض ثم عن الجو وموجات البرد القارس وكانت ترتجف اثنا الطعام لفـــــرط الرطوبــــه مما كشف
قليلا عن شفتيها المكتنزتين وكانت رقبتها تظهر خلال ياقه مزدوجه وضفيرتاها السودوان الناعمتان تبدوان لفرط نعومتهما قطعه واحده اول مره يري الطبيب الشاب فيها شعرا منسقا بهذا الشكل وبدل من ان يعود شارل الي (بورتو ) بعد ثلاثة ايام كما وعد جاء في اليوم التالي ثم اخذ يتردد علي البلدة مرتين اسبوعيا عدا الزيارات الغير متوقعه وكانها محض صدفه ..
*(( ايما في حوار اخير مع ( رودلف ) اول عشيق لها ))*
<---------------------------------->
( ايما) اما انا فقد كنت قميئه بان اعطيك كل شئ وان اعمل بيدي من اجلك
كنت استجدي علي قارعات الطريق ابتسامه نظره اما انت فتجلس هنا ناعما
في مقعدك الوثير كانك لم تسبب لي مايكفينـــــي من العــــذاب لولاك لكنت سعيده.
**(( محاكمة فلوبير على روايتة وما تحملة من فساد اخلاقي ))**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[<**>]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
=================================
* كان النائب العام في محاكمة فلوبير يتباكى على ضياع الأخلاق المسيحية
وكان يؤول بمهارة نقدية عالية كل حركة وسكنة سجلها فلوبير في روايتـــــه
(( مدام بوفاري)) أقامت النيابة العامة الفرنسية الدعوى على فلوبــــير بتهمة
( الفساد الاخلاقي) هكذا وبأسلوب يعتمد على المرتكزات الأخلاقيـــــة صاغ المدعي العام وباسم الأخلاق والدين هجومه الناري الطـــــــويل على فلوبير.
وهذا النائب العام "المؤمن" لم يتورع في كيل الاتهامـــــــات اللاخلاقية وذلك
في هجومه على الكاتب الفرنسي ( فلوبير ) ..
**(( بـــــــــراءة غـــــوســـــــتاف فــــلوبـــــير ))**
=========================
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ([[ـ٠٠ـ]])ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن محامي الكاتب ألقى مرافعة رائعة دافع فيها عن الرواية دفاعاً بليغاً
لم تجد المحكمة معه إلا أن تبرئ الرواية وتعتبرها عملاً فنياً ممـــتازاً. وكان المحامي أكثر مكراً عندما قال للقاضي ((هل كان ميكيافيللي مخطئا حين قال إذا أردت أن تتخلص من فخاخ الذئاب فعليك أن تتحلى بأخلاق الثعالب)) فلولا هذا المكر لما استطاع المحامي ان يقنع القاضي والمحلّفين بسلامة نية فلوبير. فكانت له البراءة..
*ولم تتوقف المحاكمات من يومها عند ذلك الحد بل شمـــــلت كتب وكتاب متعددين تتعدد مؤلفاتهم حسب ظروف الزمان والمكان فالغرب الذي يتغنى اليوم بالدفاع عن حقوق الانسان بما فيها حرية التعبير والرأي له صفحــــات سوداء في خرق واختراق الحقوق والتضييق على ممارسيها في محـاولات شرسه لواد الابداع والمبدعين .
**(( وفـــــــــاة غـــــــوســــــــتــــــاف فـــــلــــوبـــيــــر ))**
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ[[<<ه>>]]ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
============================
* مرت الأعوام وتزوجت ابنة أخته ( كارولين ) التي كانت تعيش مع أمه ومعه
في بيت واحد ثم رحلت أمه عام ١٨٧٢م فغادر إلى باريس التي عــــاش فيها
نفس العزلة وفي سنواته الأخيرة انتقل الى بلدته ( كرواسيه ) بريف فرنســـا
وصار يفرط في الطعام والشراب والتدخين وتضاءلت مــوارده المـــــالية .. وفي صباح يوم ٨ مايو عام١٨٨٠ م دخلت عليه الخادمة حجرة مكتبه كي تقدم إليه الطعام فوجدته ملقىعلى الأريكة يتمتم بكلمات متقطعة غير مفهومة فسارعت إلى إحضار الطبيب الذي لم يستطع أن يفعل له شيئا وبعد أقل من ساعة.. لفظ آخر أنفاسه .
.....................................
.....................................
** الـــــــخــــاتــــــــمــــــة :-
* تفشل ( إيما بوفاري ) في عشقها الحرام فشلا محققا بعد إخفاقهـا في
الحب الإخفاق الذي يتجلى بانكسارها على هذا المستوى مما يجعلها تقرر الانتحار ولا تتردد في الإقدام عليه بل أنها تشعر بالارتيــــاح والسعـــادة لأن متاعبها آيلة إلى الزوال ومعاناتها في طريقها إلى الانتهاء. وإنه لمــن الاسف الشديد أن يشعر المرء بأن موته هو سبيله إلى الخلاص من المعاناة بالرغم من أن المفكر والشاعر الإيطالي (جياكومو ليوباردي) قد وصل إلى أنه اعتبر الانتحار خيارا مرفوضا وهو بقراره هذا إنما يؤكد على احتمـــال الحيــــاة حتى النهاية .
** والى لقاء جديد احبتي يجمعنا باذنه تعالى مع برنامج ...
(( من روائع الادب العالمي )) والرواية العالمية (انا كارنينا ..لتلستوي)
* حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر / سيد غيث ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق