بقلم الشاعر المتميز @ سمير عبدالمطلب
إني أسيرك يا وطن
الأن تحملـني المسـافـات البعـيدة
تحتوينــي في ثنــايـاها المـدن
ارنـو إلـى الوطن الذي فــارقته
فأرى فـؤادي لا رفـيق ولا سـكن
خطـواتي الوجـلى كـأنَّ دبيبـها
عـزفٌ عـلى نـــاي يـئــن
وعيونـي الحـيرى تطوف لتهتدي
وأطوف ثم أعـود منهـوك الـبدن
وتباعـدت كل المـراسي والبحـار
تطاولت أمواجها وتلاطمت كل السفن
أنا ذلك البحـار من زمن الفـوارس
ليتــني ما جئت في هـذا الـزمن
الأن تقـذفنـي المسافـات البعيـدة
في غيـابـات المآسـي والمـحن
أنا ذلك العصفور حين تحشـرجت
ألحانـه و تـقـيدت فيه الّــسن
أنا ذلك الغصـن الـذي أزهـاره
ذبـلت و جـافـتـها المــزن
وأنا زمـانـك يا وطن مـذ كان
حضنـك يحتويني أي حضــن
حضن به شوق الحبيبة في حنان
الأم في دفء إحتضان أب لإبن
وأنا الذي رفـا جناحاه إبتهاجا
حين طوّف في سماءك أو سكن
وقصائدي كل القصائـد لحنـها
صوت المآذن والكنائس و المدن
وخرير ماء النهر ينساب إشتياقا
للـجداول ليـس يسألـها لأين
وكأن كل قصائدي ليست سـواك
وليس غيرك في القصائد من حسن
الأن تجذبني المسافات البعيدة نحو
أرض ليس يعرفني بهاغير الشجن
حزني على ما كان منك و غربتي
في يوم جئت ليلتقي حضن بحض
فضممـت حضـنك لم يسع همي
و لـم تسمـع شكايـاتــي أُذن
وغضضـت طرفـك منكراً لهفي
عـليك وشـوقي البـادي لعيـن
وكأنني أفنيـتُ عمـري في هوى
من ليس يعرف أن يصون ويؤتمن
حـتى خطـايا الأن تـنكـرهـا
الـدروب وكـنت أحَسبُـها تحن
إني أُصارحكَ الحديث قلبي الذي
أنكـرته قـد كاد شوقا أنْ يُجن
وبرغـم ما قـد كان منك أراه
يدنـو نحـو طيفـك يحتضن
نسماتـه قسماتـه بسماتـه
عَبراتـه وكأنـه فيكَ أُرتهن
يا أيهـا الوطن الذي فـارقته
أنا ليس غيرك في فؤادي قد سكن
دعني أُسر إلى ثراكَ سرائري
أنا عند عهدي في هواك ولم أخن
فامنن و سلني أفتديكَ بمهجتي
وطني و ليس ثراك يعدله ثمن
مهما تباعدني المسافات فإنني
أرنو إليك بلهفة الظامي لحضن
وبشوقه نبضاته قلبي تردد إنني
أحيا أسير في غرامك يا وطن
ما رَقّ يوما أن تحرره قيودك
من هواك ولا تراوده عـدن
دعها تراود من تشاء بما تشاء
و ليس قلبي في غرامك يمتحن
قد قالها دعني أضع خدي عزيزاً
كي تطأه و ليس خـدي يمتهن
لكنه في وضعه قد زاد عزا حينما
نسبوه عبدا في غرامك يا وطن
سمير عبد المطلب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق