الخميس، 12 مايو 2016

ِلَـيْـلَـةُ الـفُـضُـولِ,,,بقلم الشاعر /محمد دحروج

ِ
لَـيْـلَـةُ الـفُـضُـولِ
وَكَانَ يَجْلِسُ ذاتَ مَسَاءٍ وَقَـد أَخَذهُ العُجْبُ بِقُدْرَةِ اسْتِجْلاَبِهِ وَمَا كَانَ يَدْرِي
أَنَّ المَسَاءَ يُعِدُّ لَهُ خُطَّةً لَم تَكُن بِبَالِ غُلَيِّمٍ قَهَرَتْهُ الحَيَاةُ فَاتَّخَذ مِنَ العِشْقِ مَيْدَانَاً يَصُولُ
فِيهِ بِبَنَانِهِ وَيَجُولُ بَيْنَ جَنَبَاتِهِ بِلِسَانِهِ؛وَتِلْكَ عَاقِبَةُ مَنْ ظَنَّ بِنَفْسِهِ وَلَعِبَت بِهِ ظُنُونُهُ وَمَا
عَلِمَ أَنَّهُ اسْتِدْرَاجٌ يَكُونُ مَعَهُ تَهِذِيبٌ قَاتِلٌ؛ وَإِيلاَمٌ عَاقِلٌ؛إِذ النَّتَائِجُ
جُ حَسْبَ أَسْبَابهَا؛وَمَنْ لَم
يَكُن عَلَى حُذرٍ دَائِمٍ؛سَقَطَ يَلْعَقُ مِنْ رَوَثِ البَهَائِمِ؛وَتِلْكَ وَاللهِ كَانَت خَاتِمَةُ قِصَّتِي مَعَ صَاحِبَةِ
لَيْلَةِ الفُضُولِ؛وَالَّتِي وَقَعَ أَوَّلُ فَصْلٍ مِنْهَا فِي مُنْتَصَفِ 2014؛فَسَمِعْتُ؛وَرَأَيْتُ؛ وَجَارَيْتُ؛
وَسِرْتُ مَا انْتَبَهْتُ؛فَمَا أَفَقْتُ مِنْ غَفْوَتِي إِلاَّ وَأَنَا النَّاحِرُ المَنْحُورُ؛ وَتِلْكَ قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ جِدَّاً؛
وَغَرِيبَةٌ جِدَّاً؛وَمَرِيضَةٌ جِدَّاً ...؛وَلَكِنَّهَا فِي نِهَايَةِ الأَمْرِ هِىَ مَنْ صَنَعَت ذلِكَ الشَّبَحَ الَّذِي
دَوَّخَ الدُّنْيَا؛وَأَتْعَبَ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ؛وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ بِاللهِ قَـد اسْتَذلَّهُ الشَّيْطَانُ فَرَأَى نَفْسَهُ
يَخُوضُ إِلَى البَاطِلِ خَوْضَاً ثـُمَّ جَاءَت تِلْكَ الضَّرْبَةُ القَاصِمَةُ الرَّادِعَةُ؛إِلاَّ وَرَأَيْتَهُ كَأَنَّهُ قَـد
خُلِقَ مِنْ جَدِيدٍ خَلْقَاً لاَ يَعْرِفُهُ إِلاَّ مَنْ غُمِسَ وَجْهُهُ فِي النَّارِ حَتَّى تَفَحَّمَ؛ثـُمَّ نَفَخَت فِي رُوحِهِ
حِكْمَةُ الأَيَّامِ فَارْتَدَّ وَعَادَ إِلَى حَالَتِهِ الأُولَى فِي ظَاهِرِ أَمْرِهِ؛غَيْرَ أَنَّ تَجَاوِيفَ مَشَاعِرِهِ
العَاقِلَةِ مَا تَزَالُ تَسْتَشْعِرُ غَمْسَةَ النِّيرَانِ فَهُوَ إِنْسَانٌ دَمَجَهُ القَدَرُ دَمْجَاً عَصَبِيَّاً يَشُوبُهُ جُنُونٌ
وَتُخَالِطُهُ فَلْسَفَةُ مَنْ قَـد أَوْغَلَ فِي الزَّمَانِ القَدِيمِ فَمَا زَالَ يَخْطُو إِلَى أَن اسْتَقَرَّ بِهِ المُقَامُ هَا هُنَا؛
وَمَا وَضَعَ رَاحِلَتَهُ عُقيْبَ هَذِهِ السَّفْرَةِ المُوغِلَةِ فِي تَارِيخِ البَشَرِ إِلاَّ وَقَـد شَرِبَ الحِكْمَةَ كَفِعْلِ
الصَّبِيِّ حِينَ يَمُصُّ رِزْقَهُ مِنْ ثـُدِيِّ أُمِّهِ مَصَّـاً !
وَهَـا أَنَا أَشْرَعُ فِي ذِكْرِ فُصُولِ رِوَايَةِ لَيْلَةِ الفُضُولِ !
كَيْفَ بَدَأَتْ ؟!...؛وَإِلَى أَيْنَ انْتَهَتْ ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق